ما هو حق الامتياز التجاري فرنشايز؟
تاريخ نظام الفرنشايز يعود تاريخ مصطلح حق الامتياز التجاري Franchise الفرنسي الأصل إلى العصور الوسطى عندما كانت تمنح الممالك حق الامتياز للتجار وأصحاب الأعمال لإقامة أسواق ومراكز تجارية لأنشطتهم على أراضي ومدن المملكة مقابل حقوق وامتيازات يحصل عليها الملك لقاء ذلك.
أما التاريخ الحديث لهذه الظاهرة يعود إلى أواسط القرن التاسع عشر، وتحديدًا بعد الثورة الصناعية وما تبعها من تطور للنماذج التجارية، إذ بدأ نظام الفرنشايز أو حق الامتياز يظهر كنموذج عمل تجاري رسمي في الأوساط الاقتصادية.
أول استخدام فعلي لهذا النموذج خلال العصر الحديث كان على يد رائد الأعمال الأمريكي إسحاق ميرت مؤسس ماركة سينجر المتخصصة بإنتاج آلات الحياكة. إذ واجه ميرت مشكلة عقب الحرب الأهلية الأمريكية تمثلت في ضخامة السوق الأمريكي آنذاك وصعوبة تغطية كافة الأسواق بشكل جيد، خاصة أنه لم تكن البلاد في ذلك الوقت تمتلك بنية تحتية كافية تعينه في ممارسة نشاطه التجاري على رقعة واسعة من الأراضي الأمريكية، فوجد ضالته في نموذج الفرنشايز.1
الفرنشايز أو حق الامتياز التجاري هو اتفاق يمنح فيه مشروع أو علامة تجارية قائمة ترخيص لطرف ثاني بالعمل وممارسة النشاط التجاري باستخدام اسم العلامة التجارية الأولى ذاته، سواء باستخدام الاسم ذاته أو نظام التصنيع أو التوزيع أو الإنتاج أو المبيعات أو هذه العناصر مجتمعةً. وهذا يكون مقابل حصول العلامة التجارية الأساسية على نسبة من الأرباح والعائدات أو قيمة معينة مقدمة لقاء منح حق الامتياز أو الاثنين معًا.
يسمى الطرف الأول أو العلامة التجارية الأساسية مانح حق الامتياز أو franchisor، ويسمى الطرف الثاني مالك الامتياز أو franchisee.
وعادة ما يكون حق الامتياز التجاري تحت واحد من الأنواع الثلاثة التالية:
1. حق الامتياز التجاري بنموذج العمل
وهذا يعطي فيه مانح الامتياز الحق لمالك الامتياز باستخدام نموذج العمل كاملًا بما فيه اسم العلامة التجارية والمنتج وعدد من الأصول الأخرى، وهو أشهر نماذج الامتياز وأكثرها استخدامًا حول العالم، وغالبية المشاريع التي تعمل وفق حق الامتياز تستخدمه، وأبرز مثال على ذلك سلسلة المطاعم الشهيرة ماكدونالدز.
2. حق الامتياز التجاري بنموذج التوزيع
حق الامتياز بهذا النموذج يكون على شكل منح الامتياز لتوزيع وبيع المنتجات العائدة لمانح الامتياز فقط، دون أية أصول أخرى، إذ لا يشمل عقد الامتياز هنا تقديم المساعدة أو الدعم أو التسويق أو نموذج الربح المستخدم لدى العلامة التجارية الأساسية، ولكن بشكل عام فإن هذه البنود قد تختلف قليلًا بحسب ما ينص عليه عقد الامتياز بين الطرفين. من الشركات التي تمنح حقوق الامتياز الخاصة بها تحت هذا النوع Ford، Coca Cola، وشركة ExxonMobil.
3. حق الامتياز بنموذج التصنيع
وهي حالة يتضمن فيها الاتفاق السماح بتصنيع المنتجات ذاتها وإعادة استخدامها وبيعها تحت اسم العلامة التجارية الأولى، مع الالتزام بمعايير التصنيع والإنتاج ذاتها العائدة للعلامة الأصلية. شركات مثل Hyundai، Nestle، أو Coca Cola تمنح حقوق امتياز تحت هذا النوع.
ومن الشائع لبعض الشركات منح حقوق امتياز تحت أكثر من نوع واحد، Coca Cola مثلًا تمنح الامتيازات وفق نموذج التصنيع ووفق نموذج التوزيع في ذات الوقت، ولكن في مناطق مختلفة من العالم.
• خصائص حق الامتياز
1. حق عينيّ: فهو يعطي السلطة المباشرة للشخص الدائن على تتبُّع شيء معين بذاته يخُص الشخص المدين، ويمنح الدائن سلطة استيفاء دينه من المدين قبل باقي الدائنين، وهو بذلك يعطي الدائن حقي الأفضلية والتتبُّع كباقي الحقوق العينية.
2. الامتياز حق تابع: أيّ أنّ وجود الامتياز يعتمد على وجود التزام أصلي يضمنه، قد يكون مبلغاً من المال كما في الكفالة، أو التزاماً بعمل ما، أو الامتناع عن عمل آخر، أو قد يكون بنقل حق عينيّ، وقد وُجِد هذا الحق من أجل ضمان الالتزام الأصلي، ممّا يترتّب عليه تبعيّة ذلك الالتزام لهذا الدين وجوداً وعدماً، أي أنّه يبقى ببقائه ويزول بزواله، فالامتياز يزول بعد الوفاء بالدين المضمون، أو إذا تمّ الحُكم ببطلانه. ا
3. لامتياز حق لا يقبل التجزئة: فهو يبقى كاملاً على الشيء المثقل به حتى ينقضي الدين المضمون به بأكمله، بحيث يضمن كل جزء من الشيء المثقل بالامتياز الدين الممتاز، كما أنّ كل جزء من الدين المزود بالامتياز يكون مضموناً بكل شيء، بحيث لا يتكون هناك أي تجزئة بالامتياز، ويجوز الاتّفاق على تخصيص جزء من الشيء لوفاء من أجل وفاء جزء من الدين.
4. مصدر حق الامتياز: الامتياز مصدره القانون ويقرره المُشرِّع ويحدد مرتبته، ولا يتمّ إصداره من قِبَل القاضي أو الأفراد بأيّ شكل من الأشكال، ويخضع للقواعد العامة في الأحكام والتفسير ولا يجوز القياس عليه أو وضعه في نظام الاستثناءات.
• مزايا الشراء بنظام الفرنشايز
هناك العديد من المميزات التي يقدّمها نظام الفرنشايز، ومن أهمها:
1- تتمتّع الامتيازات عادةً بصورة وسمعة واضحة، ومعترف بها، وأنشطة إداريّة ثابتة، وتمكّن من الوصول إلى الإعلان الوطني، والحصول على الدعم المستمر.
2- يمكن أن يكون تمويل مشروع قائم على الامتياز أقلّ من تمويل مشروع قائم وحده، لأنّ تكلفة شراء ملكية امتياز تكون أقلّ من بدء عمل خاص.
3- يقدّم الامتياز الاستقلال لملكية الشركات الصغيرة مع توفير الدعم لها من ميّزات شبكة أعمال كبيرة.
4- يمكن إدارة نظام الامتياز دون الحاجة إلى خبرة في مجال العمل، وعادةً ما يُقدّم مانحو الامتياز التدريب الذي يحتاجه متلقي الامتياز لإدارة أعمالهم.
5- تكون نسبة نجاح الأعمال القائمة على نظام الفرنشايز أعلى من نسبة نجاح أعمال الشركات الناشئة.
• عيوب شراء نظام الفرنشايز
1 – تتواجد في العادة قيود على المكان الذي سيعمل فيه الشخص، وعلى المنتجات التي سيبيعها، بالإضافة إلى المورّدين الذين سيتعامل معهم.
2- يمكن أن يؤثّر الأداء السيئ الذي يقوم به مانحو الامتياز الآخرين على سمعة أو صورة الامتياز الذي يتلقّاه الشخص.
3- يعني شراء الامتياز أنّ على متلقي الامتياز الدخول في اتفاقية رسمية مع مانح الامتياز.
4- يعني شراء الامتياز أنّ على الشخص مشاركة أرباحه بشكل مستمر مع صاحبي الامتياز.
5- تفرض اتفاقيات الامتياز طريقة لإدارة العمل، لذا يمكن أن يكون مجال الإبداع فيها قليل.
6- لا يتوجب على أصحاب الامتيازات تجديد الاتفاقية في نهاية فترة الامتياز.