حكايات واخبار شاهبندر التجار

حكاية شهبندر التجار

حكاية شهبندر التجار

“شهبندر التجار” هي كلمة نستمع إليها كثيرا، ولكن لا نعرف من أين أتت؛ فهل هي مجرد لقب أم هناك حكاية وراء هذا الإسم؟” دوت مصر” يكشف عن تفاصيل الحكاية والأسرار وراء هذه التسمية..
كان هناك شخص مغربي يدعى شهاب الدين أحمد بن محمد الرويعي، يعيش في مصر، من أشهر التجار أوائل القرن السابع عشر، لذلك سمي بـ “شهبندر التجار”؛ حيث ورد ذكره في وثيقته المؤرخة في 12 ذي الحجة سنة 16 هجرية بـ “فخر التجار المغاربة عمدة الحواجدية المعتبرين”.
بدأ شهبندر التجار، حياته التجارية بشراء نصف وكالة بالجهة البحرية في رشيد تعرف باسم “ابن النفيس”، ثم ازدهرت تجارته وزادت ثروته واتسعت دائرة نشاطه من رشيد إلى الإسكندرية، ليكون من أعيان التجار بمصر والأقطار الحجازية، وساعدته ثروته التي جمعها من تجارته، إلى القيام بالعديد من الأعمال الخيرية.
قام بتجديد مسجد زعلول برشيد، وفي القرن التاسع عشر، أنشأ شهبندر التجار مسجده “الرويعي” الذي يقع بشارع الأزبكية قرب جامعي الشرايبي والبكري، ولم يتبق من عمارات شهبندر التجار الأثرية سوى مأذنة الجامع التي توجد في الركن الجنوبي الغربي، يوجد داخل مسجد الرويعي ضريح “شهبندر التجار” حتى الآن.
سمي شارع الرويعي الذي يبدأ من البكرية وينتهي عند وش البركة بالرويعي نسبة إلى شهاب الدين أحمد بن محمد الرويعي “شهبندر التجار”، ويوجد في هذا الشارع مسجد الرويعي التي لايزال تقام فيه الشعائر

والقصه تقول

كلما مرّ شاهبندر التجار ماشياً في السوق شعر بأنه قريب إلى كل تاجر، وبأنه سيكبح شهوة التجارة والربح بالعطايا والمنح، لم يكن لديه أي شعور بالكبرياء والزيف، لكنه كان يحسّ بالوحدة، ومع ذلك كان يحب أن يغدق العطايا على بعض تجار السوق ويخص منهم تجار النخاسة، لإحساسه الكبير بأنهم يعبّرون عنه، وكذا أولئك الذين ما انفكّوا يمارسون مهنة الإتجار بالبشر..!!.

لم يكن الشهبندر لاعباً ماهراً في السوق، لكنه كان ماهراً في حرف التجار عن الحديث بلغة التجارة، لسبب بسيط يتعلق بقناعته بأن التجارة ليست كلاماً وفذلكات وإنما سلوكاً وممارسات، وأن التاجر الناجح هو التاجر الذي يُتقن فن البيع بقليل من الكلام، ولأن السوق لم تعد تحتمل المزيد من التنظير، فإن على التاجر أن يتدرب على التقليل من الكلام حتى يتمكن من ترويج بضاعته..!

الشهبندر يقف اليوم على جانبي شارع المدينة التجاري وسط البلدة، حيث كبار التجار، وصغار الزبائن، يُحدّث الجميع بلغة واحدة مفهومة: ما تبيعون وما تشترون عائد إليّ..!! ولأن البيع والشراء مفيد للطرفين، فإن اللغة الشهبندرية تغلب في أحيان كثيرة، وتتوالى الأرباح على الشهبندر، ليزداد نفوذاً وسطوة في السوق..!

أما التجار البلهاء فقد أحسّوا أنهم أخطأوا حين وثقوا بالشهبندر، وقدّموا له كل التسهيلات التي استطاع عبرها أن يقف بينهم مروّجاً لبضاعة فاسدة غالية الثمن، وظن نفسه أنه حقق في ذلك أيّما نجاح، لكن الشعور الكبير بالغبن والبلاهة الذي سيطر على تجار السوق، قَلَبَ المعادلة، وها هي مجموعة من كبار التجار تجتمع في دارة البلدة القديمة وتُعِدّ بياناً تجارياً نارياً تطالب فيه بعزل الشهبندر ومحاكمته ومصادرة أمواله، فيما الشهبندر يردّ عليهم: لست وحدي فثمّة شهبندرات صغار، وثمّة أبو الشهبندرات، فما بيدكم حيلة..!!!

اطلب الخدمه الان مع شاهبندرز

[Form id=”3″]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى